سودان


صوتك جائس في الرتق
له مرح السرطانات المتعاكسة
تعقر عمود النور
له جحفل الطلبة خفافاً ثقالاً ضد لمبات النايلون
صوتك القار في الكفر بالحياة
في التيار التحتي لقيامة تحملها الجرذان على ظهور عارية إلى شمس الوباء.
هاجر فيك الوحش تحت عين الرادار
واندثرت لغاته في صحرائك،
لم يبق منك إلا الكثير ولا نحدس منك شيء
إلا عواء فاقداً الشيء
إلا شيء يشبه البهجة المتروكة، أو الرثاثة، أو غيلان السياب.
ضجة فظيعة،
لكن صوتك إبرة في كوم خرس
ظل لم يعد أبداً وطريناه في أحاديثنا انا والحية والتمساح
كانت الحية مريضة وممتلئة المعدة
والتمساح غير راغب بالمرة
كأنه أكل جميع عماته،
كنا براكين خامدة
غرقى بلا تول ٍ وندرك بالدقة ما فعله بنا الله
القدر ضخم مثل جرف ضخم
يرتعب اللبلاب من زفيره ما الطائل ما الطائل؟
حين هرب العتقاء بقينا مع هرة الرسول
حين هرب الملوك بقينا مع البركل والجعران والرحط والديوم
حين صفنت الجبال عثرنا على بسطام مضرجة
وجدنا مستقبلاً غارقاً تحت دهب النوبة
وجدنا بلداً مهترئاً صعلوقاً جميلاً حارقاً مثل تموت تخلي
لم نعثر على قدم بل سريان الجرف
لم نعثر على السير بل حرارة البول
سرنا إلى الغيبوبة الضخمة
حتى تقرحت الأرض
حتى التهبت الخيران
حتى دام الألم وانفجرت الأسمال
يا لنا من أفيال يا لنا من أفيال.
ايها البلد المجرم

ايها القاتل تأتي على أمي وتأكل رحمتها التي وسعتك،

صحيح، تأدباً،لم نطلبك في المعنى،

لكن حتى اسمك لم يعد ممكناً

ومثل الزمن، أي الحوت، صرت بئراً دمعية تفور فيها الأغاني والرموز

تفور فيها كثرتك يا حبيبي

قيل أنك مضفور ملتحم متعرج منفوش وتقف زائغ البصر مثل نعامة في جناح الحالم

تفور وحشتك وتخرج من أطراف زغبك الكواكب

لأنك واحد ممتد، واحد بلا حد

ولولا زركشة حمراء وخضراء وعرجاء وخرساء على حقويك ما ادركناك

لولا القمح وأهلة الدم على تيجان القمح

لكن، ستظل الآن محجوباً وعارياً

ستظل مقتولاً

لأن بينك والله طبقات من الآلهة

وكلهم يخدمون في سلاح الجو.